هل تعلم ان بكاء المرأة والرجل صحة ؟ ؟ ؟

البكاء يعتني بصحة الرجال والنساء

معروف ان البكاء وذرف الدموع في المواقف العصيبة والمفرحة سمة ملازمة للنساء بحكم طبيعتهن العاطفية.. فالمرأة تبكي احياناً اضعاف الطفل، والتي لا تبكي يقال عنها انها امرأة قوية كالرجل وخالية من المشاعر والاحاسيس..

اما ان يبكي الرجل فهذا الامر يبدو غريباً وطريفاً في الوقت نفسه.. حيث شجعت احدى الدراسات التي اجريت مؤخراً في جامعة اميركية الرجال والنساء على البكاء للحفاظ على الصحة النفسية والعاطفية.. وقالت: اذا كنت في موقف يكون فيه البكاء مشروعاً ومقبولاً اجتماعياً فمن اجل صحتك لا تتردد في البكاء وسكب الدموع.. فالدموع تقوم بتنظيف اعيننا وتطهيرها من الجراثيم والميكروبات العالقة.. وتخفف حد التوتر النفسي الذي يمكن ان يتسبب في تفاقم بعض الامراض مثل قرحة المعدة او ارتفاع ضغط الدم.. كما وجدت الدراسة ان الدموع تحتوي على هرمونات تنتجها اجسامنا حينما تخضع للتوتر النفسي لذلك فعندما نبكي فإن هرمونات التوتر تزول وبالتالي نشعر بالتحسن. بعد هذه الدراسة نتساءل هل البكاء عيب او خطأ؟ وهل يتوجب علينا ان نكون اقوياء في كل اللحظات ونحرم انفسنا من عملية ذرف الدموع الصحية؟ وهل البكاء دليل ضعف للرجل وعدم قدرته على السيطرة على الموقف؟. التحقيق التالي يجيب على هذه التساؤلات:نعيمة طناف زويد اخصائية اجتماعية تقول: البكاء حالة يشترك فيها سائر البشر وليس تعبيراً عن الاحزان فقط وانما يبكي الناس في افراحهم ايضاً وقبل الحديث عن البكاء يجب ان نصف العين التي هي من نعم الله سبحانه وتعالى علينا لكي نبصر ونرى عجائب خلقه، نصفها بأنها احدى الحواس الخمس المهمة للانسان. ولو تساءلنا لماذا تنزل الدموع من اعيننا وهي مفيدة ام ضارة للعيون؟.. نجد ان لكل انسان اسبابه الخاصة التي تدفعه للبكاء، فالانسان يبكي من حزن وألم به فيفرج عن نفسه بهذه الدموع واحياناً يبكي من الفرح تعبيراً عن سروره، فالبكاء يختلف بطبيعة الحال من انسان لآخر، فالطفل عندما يأتي لهذه الحياة فإن صرخته الاولى تعني الكثير لدى الاطباء ولكن لا يعرف سبب هذا الصراخ الكثير من الناس ومنذ ايامه الاولى يتخذ الرضيع من البكاء وسيلة للتعبير عن احتياجاته كالشعور بالجوع او بألم ما في معدته او الرغبة في النوم، او تبديل حفاضه ولا يسكت عن البكاء الا بعد شعوره بالراحة نتيجة تلبية مطالبه ولكن احياناً تؤدي كثرة البكاء إلى اغماء الشخص وانهياره المفاجيء خاصة اذا تعامل مع وضع لا قبل لطاقته النفسية بتحملها اما في اغلب الاحوال فالبكاء يريح الانسان لانه بوساطته يعبر عن انفعالاته واحاسيسه الداخلية بالدموع فيصون الشخص نفسه اذا ما كبت تلك والمشاعر والاحاسيس.

وتفسر نعيمة سبب بكاء النساء اكثر من الرجال بوجود عدد اكبر من الغدد الدمعية في اعينهن عن اعين الرجال إلى جانب انسياق النساء وراء عواطفهن اكثر من الرجال.

وبشكل عام هناك انواع للدموع منها الدموع الطرية وهي التي تحافظ على رطوبة العين وصحتها والدموع التحسسية التي تحتوي على مواد الدموع الطرية ذاتها ودموع العواطف التي تنهمر كرد فعل على الاحداث العاطفية.. ويقر العلماء النفسيون ان البكاء مفيد لبعض المرضى النفسيين كالحالات النفسية المصاحبة بأعراض تحويلية مثل الاصابة بعدم القدرة على الكلام او المشي بعد التعرض لضغوط نفسية شديدة دون ان يكون لفقدان هذه القدرة تفسير عضوي، او في حالة الانسان الذي يبكي دون اسباب ظاهرة وهي من حالات الاكتئاب النفسي او حالات الحزن الشديد واخيراً البكاء ليس دليلاً على عدم النضج او ضعف الشخصية وانما هو اسلوب طبيعي يخفف من حدة التوتر النفسي والكبت الموجود لدى الانسان فعليه اظهار شعوره وعدم اخفائه لان ذلك يسبب اضراراً صحية ونفسية للانسان.

نظرة المجتمع

د. وداد العبيدلي ـ طبيبة نساء وولادة ـ نظرة المجتمع للدموع طبيعية وبعيدة عن كلمة العيب اذا ما ذرفتها النساء والاطفال، فقط اما اذا ذرفها الرجال فهناك تحفظ كبير في مسألة بكاء الرجل.. اولاً لمكانة الرجل في الاسرة باعتباره المسئول الاول والاخير في خلية الاسرة والذي يستمد منه القوة فلو بكى فافراد الاسرة سيبكون جميعاً.. وبشكل عام الدموع نوعان دموع الفرح ودموع الحزن وفي كلتا الحالتين على الانسان ان يعبر عن مشاعره بدون اي استحياء وكل انسان له اسلوبه الخاص في التعبير عن مشاعره فهناك من يعبر بالكلام وهناك من ينفعل فيأتي بتصرفات غير متوقعة وهناك من يبكي والبكاء وسيلة صحية قبل كل شيء يستطيع الانسان من خلالها اخراج انفعالاته الداخلية، فالكبت ضار جداً بصحة الانسان فلو تراكمت هذه الانفعالات في نفس الانسان فحتماً سيصاب بأمراض جسدية ونفسية كالامراض التي ذكرتها الدراسة.. فالبكاء يخفف حدة الترسبات الداخلية بنفس الانسان وتريح اعصابه وترجع الرزانة له وتضيف د. وداد: من الطبيعي ان نواجه في حياتنا مشاكل لا حصر لها وعلى الانسان ان يستعد للتعامل معها بشتى الطرق ولا يخجل منها مهما كانت كبيرة.

وعن نفسي انا جداً عاطفية وانسانة حساسة وعندما اتألم ابكي فوراً حتى لو كنت امام الناس فالمشاعر والاحاسيس ليس لاظهارها وقت والبكاء ليس له ساعة معينة.. وعندما ابكي اشعر بنوع من الراحة النفسية والضغوط التي اعانيها تخف حدتها واشعر ان نظرتي في الحياة تتغير بعد بكائي وعلى كل حال الخجل من البكاء امر مرفوض على صعيد الرجال والنساء معاً.

حاجة انسانية

ابراهيم عبيد (امين السر العام بجمعية الاجتماعيين) يقول: البكاء حاجة انسانية ضرورية وفي كثير من الاحيان تصبح قلة البكاء ليست مؤشراً على قوة القلب فقط وانما نوع من المرض.. فالدموع التي تنهمر من العينيين هي تعبير عن حاجة اساسية للانسان الذي يكون بحاجة إلى مثل هذه الدموع في حالة الحزن والفرح ثم ان هناك مواقف تقتضي ان تنهمل فيها الدموع.. ونحن لا نستدعي دموعنا ولا نرغم انفسنا على ان نستجدي دمعة بل الدموع تأتينا طواعية عندما نحتاج إليها.. في هذه الحالات يصبح البكاء امراً مقبولاً سواء بالنسبة للرجال او النساء.. ولكن ما يظل مثار خلاف هو البكاء ساعة الحزن او ساعة الالم.. عندما يفشل الانسان تجده يكابر ويحاول بشتى الوسائل ان يمنع نفسه من البكاء ولكن البكاء يغلبه حتى ولو كان امام الجمهور او امام عدسات التلفزيون والحقيقة ان الانسان السوي لا يستطيع ان يمنع نفسه عن البكاء عندما يصاب اخوه او صديقه او ولد له بمكروه فيجد نفسه مدفوعاً للبكاء ومهما حاول ان يمنع نفسه فإنه لا يستطيع ويضيف: البكاء ليس دليل ضعف وليس تعبيراً عن العجز وانما تعبير عن حالة نفسية يصبح الانسان منها احوج ما يكون إلى البكاء وعندما نمنح انفسنا من البكاء في مثل هذه الاحيان نكون كمن يقهر نفسه ولذلك فإننا لا نرى داعياً لان نمنع انفسنا من البكاء.

ويضيف ابراهيم: مسألة اخيرة هي ما نراه من اصطناع البكاء في كثير من الحالات على ارض الواقع.. كما نجد احياناً في الدراما اناساً يبكون حيث لا موجب للبكاء في مثل هذه الحالات يصبح البكاء ضعفاً وأمراً غير مقبول اجتماعياً ويجب ان لا نعلم ألا ابناءنا وبناتنا عليه لاننا بذلك نخلق اناساً ضعفاء.. وهناك مسألة اخرى تستحق الذكر وهي ما نشاهده في بعض الاحيان من بكاء بعض الموظفات عندما توجه لهن ملاحظة من رئيس او حتى زميل اذ يعتبر بكاؤهن هنا تعبيراً عن ضعف وعلى مثل هؤلاء الموظفات ان يعرفن ان توجيه النقد لا يستوجب البكاء وان الامور يجب ان تؤخذ على انها اجراءات متبعة تهدف إلى تحسين الاداء.. من هنا يمكن ان نخلص إلى ان البكاء ليس دائماً تعبيراً من الضعف سواء بالنسبة للذكور او الاناث ولكنه في بعض الاحيان يصبح هو الضعف بأم عينه.

فاطمة محمد (طالبة) تقول: البكاء عادة طبيعية وصحية في الوقت نفسه ولا أتصور انه خاص بجنس دون آخر فالبشر بصفة عامة يبكون في المناسبات الحزينة علنياً او في الخفاء. وبطبيعة الحال انا ابكي عندما تواجهني مشاكل وظروف صعبة ولا اجد لها حلولاً فأجد نفسي في هذه الحالة مضطرة للبكاء وبصوت عال الناس امام الناس ولا اخجل ابداً من بكائي فهو ليس سلوكاً سيئاً او ضعفاً.. والبكاء بالنسبة للرجال امر طبيعي لكن هناك من يخجل من البكاء امام اصدقائه باعتبار ان بكاءه ينقص من رجولته فالشاب تعلم في بيته ان البكاء للنساء ومن المخجل ان يبكي الرجل لان بكاءه في هذه الحالة دلالة على ضعف شخصيته وانه رجل جبان غير قادر على السيطرة على انفعالاته واحاسيسه المختلفة.

ليس للرجال

عدنان البراضعي (موظف) يقول: البكاء للنساء فقط وليس للرجال فمن شيم الرجولة المحافظة على الاعصاب والسيطرة عليها في كل الاحوال والا فما الفرق بين الرجل والمرأة؟.. وهناك فرق بين البكاء للفرح او الحزن والبكاء للتمثيل، فالكثيرات يبكين لمجرد الحصول على شيء وما ان يجدنه حتى تتوقف دموعهن وهذا النوع من البكاء يعتبر تمثيلاً بارعاً من قبلهن وبالنسبة للدراسة السابقة التي تشير إلى للبكاء فوائد صحية على جسم الانسان فأنا شخصياً لا اعارض ذلك. لكن على الرجل عندما يشعر بأسى وحزن شديد في نفسه يدفعه للبكاء ان يبكي بمفرده في غرفته دون ان تشاهده زوجته او اي شخص آخر لآن بكاء الرجل يحط من شأنه احياناً ويجعله موضع شفقة من قبل الزوجة واي شخص آخر.. وبطبيعة الحال الرجل يرفض نظرة الشفقة من زوجته فهو الشخص المسيطر على كل امور البيت وخارجه وبالتالي عليه السيطرة على نفسه حتى تسير السفينة بسلام وأمان.. وبالنسبة للنساء فهن يبكين في كل الاحوال في المناسبات كالزواج وفي المناسبات الحزينة كالعزاء.

بسام سالم (طالب جامعي) يقول: انا ابكي عندما اكون بمفردي وابكي عندما اكون بموقف صعب امام الآخرين ولا اشعر بنفسي ابداً عندما ابكي، فالدموع تنهار على خدودي ولا استطيع السيطرة عليها.. ودموعي تنهار في المواقف المحزنة بصورة اكبر، اما في الافراح فلا ابكي ابداً ولا اذرف دموع الفرح.. ويقول: انا انسان حساس وعواطفي جياشة ولا استطيع تحمل المواقف الصعبة والانسانية واتمنى ان اهجر المكان الذي تحدث فيه المشكلة حتى لا ابكي.. والبكاء بشكل عام ليس عيباً او انقاصاً لشأن الرجل بل في احيان كثيرة يرفع البكاء من شأن الرجل لانه يخلصه من الشخصية القاسية التي جبل عليها وتجعله شفافاً ولذا لا عجب ان نرى كثيراً من الرجال في مناصب عالية يبكون امام الآخرين في المواقف الانسانية والعاطفية ايضاً وليس فقط في المواقف الصعبة والازمات.

كثيره خطير

نجلاء سعيد (ربة بيت) تقول: انا ابكي في المواقف الصعبة والمواقف العاطفية ولا اشعر بالحرج من البكاء امام الآخرين ابداً فهذه طبيعة المرأة التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها. اما بالنسبة للرجل فالبكاء بنظري امر صعب وعلى الرجل تجنبه تماماً حتى لو كانت هناك فوائد صحية يجنيها من بكائه فمهما كانت الظروف صعبة والامور معقدة فعلى الرجل السيطرة على نفسه والمحافظة على رجولته في كل الاحوال امام زوجته وابنائه فلو انهارت دموع الرجل فجميع من حوله سيشعرون بالخذلان وعدم القدرة على عواطفهم وبالتالي يتأزم الموقف اكثر. وتضيف: عندما ابكي اشعر بالراحة النفسية والطمأنينة ويموت احساس الخوف في نفسي واشعر بعد البكاء بنوع من الطاقة والحيوية في جسمي وشيئاً فشيئاً ارتب الامور وافكر بهدوء اعصاب في المشكلة وكيفية علاجها بصورة منطقية وفي احيان كثيرة لا اصل لقرارات سليمة، وانا في الاوضاع العادية ولكن بمجرد ان ابكي واشعر بنوع من الراحة النفسية واجد اني اكثر قدرة على التفكير السليم.. وتحدثنا نجلاء عن موقف صعب مرت به فتقول: عندما عدت إلى منزل في احد الايام لم اجد ابنتي في غرفتها فحاولت الاتصال بها الا ان هاتفها كان مغلقاً فشعرت بخوف شديد عليها لدرجة اني قمت بالبحث عنها عند صديقاتها وبعد ان فقدت الامل في الوصول اليها بكيت بكاءً شديداً ولم استطع تمالك نفسي وترددت كثيراً في الاتصال بالشرطة لدرجة اني خرجت من البيت كالمجنونة ابحث عنها في الشوارع.. وبعد مرور ساعات من البكاء سيطرت على نفسي وتمالكت اعصابي واتصلت بزوجي لأخبره.. وخرجنا معاً لمركز الشرطة لنخبر عن فقدان ابنتنا الصغيرة والحمد الله تمكنت الشرطة من العثور عليها.. وعندما شاهدتها بكيت حتى اغمي علي لشدة ما بكيت وما اعتراني من مشاعر الحزن والفرح معاً.. وهذا النوع من البكاء لابد من الحذر منه لانه يفقد الانسان كل حواسه وطاقاته حتى يصل لمرحلة الاغماء.. وهذا البكاء يحتاج لتدخل الطبيب للسيطرة عليه

منقول

» بكاء الــرحــيــل...
» المرأة في المزاد العلني ..!!
» مصطلحات المرأة العراقية...!