تمر الايام والشهور مسرعة صوب نهاية هذا العام 2007، عام الامتحان الكردي العصيب حيث الاستفتاء على مصير كركوك، وفقا للمادة 140 من الدستور، والذي سيقرر مصير المدينة.كركوك هذه المدينة-الفسيفساء والصورة المصغرة للعراق، في الطريق للعودة الى حضنها الاصيل فهي كانت وستبقى كردستانية بل هي قلب كردستان وقبلتها ذات النار الازلية التي لا تخمد أوارها.لكن الطريق شاقة ومحفوفة بالمخاطر والعراقيل، والاعداء رابضون في الأفق يترصدون أية خفقة للعلم الكردي ذي الالوان الزاهية في سماء كردستان ويقيسون بمناظير حقدهم حدود الوطن الكردي الجريح!
بداية، لا بد من العمل المتواصل ليلا نهارا من اجل الوصول الى الغاية المنشودة وإحقاق الحق الذي غيب طويلا في عهود الظلام والدكتاتوريات المندثرة الى غير رجعة.واول الغيث حملة شاملة ومنظمة يقوم بها الشعب كله لا سيما القيادات السياسية وبالاخص الحزبين الرئيسيين في الاقليم.وأن يتجلى هذا على ارض الواقع وفي هذا المجال فأن اي عمل أو حركة أو مسيرة او اي شيء اخر يصب في خدمة الهدف المشروع لاعادة كركوك الى حضنها الكردستاني، وتحويل الاقليم الى ورشة عمل لا تهدأ من خلال عقد الندوات والبحوث الدراسية والتاريخية والتأكيد على هوية كركوك الكردستانية والتركيز على فسيفساء المدينة واطيافها الكثيرة بحيث يصبح هذا الموضوع الشغل الشاغل في ساحة الاقليم حتى موعد اجراء الاستفتاء في نهاية العام الحالي.
وفي الطريق الى قلب كردستان، من الضرورة بمكان البدء بحملة اعلامية مركزة وواسعة النطاق تشمل كافة وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء وبشكل مكثف ومتواصل دونما هوادة.فالفضائيات والقنوات الارضية الكردية والاذاعات والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية مطالبة ان تخصص القسم الاكبر من وقتها وبرامجها وصفحاتها للتركيز على موضوع كركوك الهام والمصيري وتعبئة الجماهير الكردستانية لا سيما في كركوك وتنبيههم الى اهمية الموضوع القصوى والتاريخية والآنية والمستقبلية.
كركوك، ورغم كل سياسات التعريب والتغيير الديمغرافي التي تعرضت لها ، مدينة كردستانية وقضيتها هي قضية الشعب الكردي كله.بمعنى انها ليست قضية حزب او تنظيم معين...انها قضية الشعب الكردي برمته، وفي اجزاء كردستان الاربعة.التي يجب ان لا تألوا جهدا وتفعل ما في وسعها في هذا المجال أو الامتحان، تماما كما أن الدول المقتسمة لكردستان تتدخل في المسألة دون وجه حق ولا سيما تركيا–ولا ننسى تجربتها في قبرص!!-التي لا تتورع عن معاداة الكرد جهارا وفي وضح النهار مهددة ومتوعدة دونما جدوى....على سبيل المثال أوردت جريدة القلعة التركمانية قبل أيام في استطلاع استفزازي للرأي أن 86% من عرب الموصل وكركوك إلى جانب تدخل تركي في شؤون المدينة!ومن جهة مقابلة، اثلج صدورنا ما جاء في تصريح قيادي حزب كردي تركي وفي الوقت المناسب حينما قال إن أي هجوم على كركوك هو هجوم على ديار بكر!ويجب ان يحذو الجميع حذوه و يتم تسخير كل الوسائل الاعلامية في خدمة قضية كركوك....قلب كردستان!
من جهة اخرى، أن تصبح موضوعة كركوك المسألة الاولى والاهم لدى الكتاب والمثقفين الكرد، كما سبق وأن ذكرنا.وأن يجعل الكتاب الكرد من كركوك مادتهم الاساسية حتى اجراء الاستفتاء في نهاية هذا العام.فكل عمل ولو صغير وكل مقال أو بحث بل وكل حرف يصب في خدمة الهدف الاسمى ويساهم في إحقاق الحق وإعادته الى اصحابه الشرعيين.
إن الكرد امام امتحان عسير بسبب الكثير من العراقيل والحجج والذرائع الواهية والمختلقة التي لا اساس لها من الصحة بخصوص "وضع يد" أو "استيلاء"كردي!!على المدينة، فمسألة كركوك واضحة وتحل وفق المادة رقم 140 من الدستور العراقي المتفق عليه بين كافة اطياف وقوميات ومذاهب الشعب العراقي!فليس الكرد وحدهم من وضعوا الدستور على هواهم كما يزعم بعض الشوفيين والمنغمسين في الحقد على الكرد حتى الآذان...!وهذا ما لا يتحاج الى كثير شرح فكل مطلع يدرك حقيقة المسألة.
الوقت الراهن، وقت الصحوة الكردية الكبرى واندثار الدكتاتوريات البغيضة التي جثمت طويلا على صدور الشعوب الى درجة الاختناق.إن الكرد يقتربون من الحقيقة والعلم الزاهي يزين الافق ويرفرف في أعالي السماء.
لكن ....!
كردستان تنبض من دون قلب.....والنار الأزلية في بابا كركر تستلهم عزيمة الكرد الاحرار:كركوك قلب كردستان ....ستتحقق الوصية نهاية هذا العام