ماذا يعني شهر آذار بالنسبة للكورد

لابد أن نحلل جذور الكلمة آذار ، فآذار لها معاني كثيرة ومتنوعة ، فمعناها اللغوي اللغة هي أساس المجتمعات ...

والعمود الفقري والركيزة الأولى لتمييز القومية عن الأخرى . فالحرف الألف (A) وهي من الحروف المشتركة بين جميع اللغات في العالم ويفتتح بها نطق اللغة عند جميع الشعوب في العالم وحرف (آ) بمعناها هي نداء أيضاً مشترك ينادي من البعيد و يحسس المقابل أو يستيقظ النائم أو الغافل وهذا يعني أن شهر سبقه شباط بمعنى السبات لأن الناس قديماً كانوا يعيشون في الكهوف والظلام ونتيجة خوفهم من ظلام الليل والظروف المناخية القاسية من البرد والرعد والبرق وما شابه ذلك والدليل على ذلك قديماً الناس كانوا يعبدون كل من يخافون منه . ففي شهر شباط أي مرحلة الناس في السبات فحرّف العرب كلمة سبات إلى شباط وهذا بحكم اختلاطهم مع الشعوب الآرية لأن عند الشعوب الآرية الحرفان مؤثران (الألف والشين) ولعل جاءت كلمة شباط من (شبوخ) باللغة الآرامية يعني ربط أي البقاء في المكان دون حراك وهذا أيضاً بمعنى السبات . أما بالنسبة لآذار أي خروج العالم من السبات ودخوله إلى مرحلة جديدة وأكثر طمأنينة . والكلمة (آذ – az) باللغة الكوردية (أنا) بمعنى نجى من السبات وهذا يعني الحرية . أما كلمة آذار باللغة الكوردية (آفدار – avdar) أي بداية أخضرار الشجر أو البرعم . والشجر هي رمز الحرية والسلام أي خلاص الناس من السبات المخيف والمرعب إلى عالم السلام والمحبة والاستقرار . ومن ناحية أخرى بداية اخضرار الطبيعة وغليان الدم والهواء الطلق أي الناس يحسون بالحرية . في كلتا الحالتين معناهما (الحرية) أي حرّر وابتدأ بالمرحلة الجديدة أي بداية العام الجديد . إذاً شهر آذار هي الفرحة لكل شعوب العالم . آذار بالنسبة للكورد آذار بالنسبة للشعب الكوردي مفرح ومبكي في آن واحد ففرحه قدوم أعياد الربيع لكي تشهد منطقتنا الخير والبركة مع هذا الفصل الجميل ومبكي لمعاناة شعبنا من الظلم والمآسي والاضطهاد . فهذا يعود إلى تاريخين بالنسبة للكورد : قديماً : شهر الحرية للكورد وخلاص هذا الشعب من الظلم والقهر والحرمان . وقدوم رأس السنة الكوردية في 21 آذار أي عيد نوروز وهذه الكلمة تؤكد أنها رأس السنة الكوردية فكلمة نوروز تنقسم إلى (نُو) باللغة الكوردية (الجديد) و (روز) اليوم أو النهار إذاً (اليوم الجديد) أي العام الجديد . أما فلكياً : يوم 21 رقمه (3) وهذا يعني مرتبط مع كوكب المشتري وهذا الكوكب يخلق حالة من فوران الدم ويفتح صفحة جديدة من العاطفة . وهذا يعني 21 آذار عيد الحب ودخول العالم إلى عام جديد . حديثاً : شهر الظلم والمآسي والاضطهاد والقتل والتشريد والويلات والذكريات المؤلمة وهذا سأبحث عنه . عن الوطن الجريح . المربوط . المهزوم . المقسوم . عبر كلمات عابرة . عبر كلمات تدمع . والقلم يجر الآهات . وصفحة تبكي على المآسي مع صيحات الصباح . مع ولادة أرقام منبوذة . كمصطلح همجي . يخترق جسد التاريخ . ويشعل نيران الحرية . على وجه الصمت . إذاً آذار المآسي . آذار الويلات . آذار القهر والحرمان . آذار الاضطهاد . آذار الصراخات ومناداة ضد الظلم والاستبداد . وقدرنا هو (آهين – قرين – نالين) بالنسبة للكورد . آذار ذكرى رحيل الخالد الملا مصطفى البارزاني كل زمن برجاله . وكل أمة بأبطالها . وكل بيرق يرفرف عالياً بالتضحية والفداء. الموت حق والشهادة حق في سبيل الوطن . وسبيل الدفاع عن الشعب المظلوم والمضطهد. وترخص الروح والدم أمام حفنة من هذا التراب ، هكذا بدأت مدرسة البارزاني الخالد الديمقراطية لا ضير أن لكل أمة عظماء يجددون حياة شعبهم كلما نبش هذا الشعب تاريخه ويرقى هذا المناضل العظيم إلى درجات القداسة كلما كانت التضحية كبيرة . ولعل تاريخ الكورد حافل بالعظماء الذين بذلوا الروح رخيصة في سـبيل أوطانهم وشعبهم منذ فجر التاريخ وكل أمة تتسم عظمائها بصفات تخص أوطانهم وطبيعـة شعبهم كما عظماء كوردستان فإن لهم بصمات واضحة في التاريخ الإنساني القديم والحديث فهم سطروا التاريخ بدمائهم وورثوها إلى الأجيال القادمة وعنونوا بقوة الإرادة والروح صفحات الشموخ والإباء . ولعلنا الآن بصدد رمز أغرق التاريخ بسيل من المآثر وخلد إرثاً بطولياً قل نظيره وبذل الروح رخيصة في سبيل شعبه ووطنه إنه النسيم العليل الذي يشفي الروح بكبريائه كلما ذكر اسمه والمهدي المنتظر أو المخلص الأبدي بالنسبة لشعبنا والأب الروحي لكل الكورد بلا منازع عشق الجبال بالرغم من وعورتها سجد للسهول بالرغم من مخاطرها فهو القديس الذي لا يغيب . سطع هذا العظيم من سفوح جبال بارزان الشاهقة واستمد أصالته من عراقة عائلته التي ناضلت عبر الأجيال ورخص الروح من أجل كوردستان فمنهم الشهيد عبد السلام البارزاني الذي أعدمه العثمانيون الطورانيون عام 1915 والشهيد أحمد البارزاني الذي أعدمته الحكومة العراقية عام 1958 إنه صليل عائلة كوردية دافعت عن القيم والوجود الكورديين بصلابة الأبطال . كم أنت جميل وعظيم ومناضل يا أمل الأمة من محيطها إلى محيطها يا رمز أمة خلدت للتاريخ خلود الأتقياء رحلت جسداً وبقيت روحاً تنفث ضمائـر المناضلين سوف تبقى كركوك قلب كوردستان وأمل الأمـة طالما شعبك حي يرزق وتضحياتك الجسام بالمال والـروح والجاه أنارت درب كل مناضل من أمتك لك تنحني الرؤوس إجلالاً يوم مولدك ويوم رحيلك يا إشراقة آذار ويا أسطورة الكورد كل الكورد بلا استثناء لك الاحترام ولروحك الطاهـرة الرحمة والجنان والخلود . آذار عيد مساواة المرأة وخلاصها من مملكة الذكورية الاستبدادية لابد أن نهنئ المرأة الكوردية في الثامن من آذار في كل عام بيومها العالمي لأن المرأة هي نصف المجتمع وصانعة أمجاد الشعوب وحاضنتهم في عيدها الآذاري لأن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة والحبيبة و . و . إلخ لا ضير بأن تأخذ قضية المرأة عناوين المساواة في أوساطنا الشعبية والرسمية والثقافية والاجتماعية وأن تستحوذ على اهتمام خصوصيات هامة لدى الأوساط المهتمة بها كحقوق الإنسان وغيرها خاصة ونحن نعيش في التكنولوجيا وأصبح العالم قرية صغيرة وباتت المرأة مهمشة الأوصال بالرغم من حرمانها قروناً وقرون من أداء دورها الفعال في المجتمعات ولنقل بصراحة ونقر بأننا نحن المسؤولون عن تجميد دورها في الحياة ولأن مجتمعاتنا غلبت عليها الطابع الذكري المستوحي من التسـلط الروحي والتكبر الخلقي ونعتـنا أميرة المعجزات بالضلع القاصر ورسمنا لها دوراً ثانوياً كما رأيناه ووضعنا لها سقف المنزل والمطبخ حدوداً وأجبرناها كما نشتهي وعتمنا دورها التربوي الخلاق في صنع المجتمعات وقمنا بتجريدها من حق التعبير والرأي لأنها خرجت من أحشائنا كما المجتمعات البدائية وأجبرنا دواوين شعرنا الغزلي بمدحها كما نرتئيه . لاشك أن المرأة فقدت الكثير من حريتها وبات الخضوع إحدى صفاتها السائدة بامتياز . أما المرأة الكوردية بالرغم من معاناتها المستمرة حالها ليس أفضل من حالات المجتمعات الأخرى فهي تعاني الاضطهاد والقهر والحرمان والبؤس من العرف والتقاليد البالية التي سطرتها المجتمعات الأبوية الذكرية وباتت تشق طريقها ببطء صوب التعلم والتعليم ولا يزال ينظر لها بالدونية الخلقية لأن العرف مسيطر على مساحات واسعة من ساحة المجتمع الكوردي مما أبعدت المرأة عن دائرة المشاركة الفعالة في مسيرة النضال القومي الكوردي ففي السنوات الأخيرة وسعت المرأة الكوردية مـن تخوم حريتها وخرجت من قوقعتها في محاولة جادة منهـا للدخول في معترك الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية وبدأت بالتحرك بالرغم مـن وجود أمثلة حية أنارت تاريخ المجتمع الكوردي القديم والحديث . بالرغم من حالة المرأة الميؤوسة فتعاني من الحالة الاقتصادية إلى جانب الرجل وهذا يتطلب من المرأة الكوردية المزيد من الحرية بالرغم من ظروف الاضطهاد والمنـع القصري وأحيانا الضرب المباشر وينبغي أن تكون المرأة الكوردية على مستوى دواعي النضال خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة كما يتوجب عليها أن تشارك الرجل في نضاله السياسي فهو أحوج الآن إليها من أي فترة زمنية أخرى وكما يتوجب عليها أن تتخلص من إرث الثقافة التسلطية القاهرة التي لونت سلعة أنظمتنا وقوانينه وأن ترسم بأمان بصمة نادرة على صفحات تاريخنا وأن تلعب دورها الفعال والمؤثر في بناء المجتمع كشريكة مع الرجل لا كخادمة مطيعة وأن تدرك أنها ليست أقل قدراً ومعرفة وقيمة من الرجل كذلك أن تفهم أن العادات والتقاليد ليست إلا تشريعات خلقه المجتمع الذكري والروحي للتقيد من حريتها وتركيعها وبالتالي إذلالها أمام الخصوبة الذكرية وتفوقه اللا محــدود وبالتالي تنزع حريتها المغتصبة لأنها تملك نصف المجتمع فهنيئاً لك عيدك يا صانعة الأمجاد . آذار ذكرى رحيل بلبل كوردستان المعذب محمد شيخو /

ولدت أيها المعذب في قلب وطن نساه القدر . في وطن حروفه الثمانية المحترقة . في وطن حروفه محتها رياح العاصفة . ولدت في وطن الغدر يتلذذ بأبناء جلدتك هكذا ولد بلبل كوردستان المعذب الصوفي محمد شيخو في قرية حالمة من قرى كوردستان سورية التابعة لمنطقة قامشلو ولادة عسيرة في زمن أجبر الشوك الـوردة عـنوةً واعتصر رحيقها سلباً وغطرسة . أي قدر أسودٍ أنتِ يا من قسمتِ أرضي وشردتِ أهلي وتناثرتِ خطبي الجليل هذا ما اختلج به جوارح بـزقِ بافي فلك عمل العصامي في حقل الزراعة مع عائلته في قرية خجك حيناً ثم تغلغل في حنو المدن تارةً أخرى ليستمد لقمة عيشه من عرق أوتار شرايينه الهالكة أستيقظ من سباته منذ نعومة أظفاره ، أدرك الفروق مبكراً فنسج للجزيـرة السورية الخلابة عنواناً من وهج الشمس وخيوطاً ذهبية وأوتاراً من حنجرة لا تلين غرد للبنفش والعوسج استمد العظمة من سـفوح بستون زائراً فرهاد وشيرين في قصرهم الأبدي ، امتزجت دموعه بالدم حين علم هول المصيبة . غنى للحجر ، للشجر ، للعنفوان والمطر ، للجبل للسهل والقدر ، رفض الذل قوياً كما الجبابرة ، خلع أصفاد الهوان للأبد أختار الكبرياء وهجر مطارداً صلباً ، أنبثق من ثنايا القدر ومن روح الأرض تمتم للنسك ورتل بحماسة زاغروس وطوروس نصب للسلام أغنية الخلود وللفداء أغنية المطر ، اختار للفقر عبق أفين وللنسيم رياحين مهاباد وسننداج ، تثائب للنعاس ساعة الوداع بخشوع الإله ورقة زين وعنفوان ممو ، تحول صوته صدى ملئ الكون عزة الأتقياء وصولجان أزدشير ، رحل وعيناه تقطران دماً وتعاريج وجهه الشاحـب ترسمان الآهات اختار الرحيل حتى منتهاه ، سجل للتاريخ عذابات المطر ، خجلات الدردار طوعاً وكراهية ، انحنت لك الزنابق والبنفسج خشوعاً يوم ميلادك ، لك الآس خلوداً يوم وفاتك ، إنك صوفي من نوع فريد عشقت الحـياة ، عشقت الأرض والقمر لا وداعاً بافي فلك أنت حي ترزق في قلوب المعذبين كل المعذبين في صدور الخالدين كل الخالدين في روح العظماء كل العظماء ، تطارد بطيفك فلول الغاصبين وتوقظ بصوتك الخاشع بلابل كوردستان يا أمل صقور كوردستان الخالدة ويا رمز الفــداء والتضحية . آذار ذكرى الانتفاضة الشعبية ويوم كسر حاجز الخوف كيف نستقبل هذا اليوم الذي حدد النضال الكوردي السوري والذي دخل في عامه السادس . كيف نستقبل هذا اليوم وشعبنا المختلف والمقسم والمشتت والمشرد . فالبعض حلل أن هذا الحدث من الأحداث المشاغبة التي وقعت نتيجة الفوضى بين الطرفين ولا حاجة إلى تحليل أبعاد هذه الحادثة والبعض الآخر حلل أن انتفاضة الشعب جاءت نتيجة التراكم الاجتماعي والثقافي والسياسي للمجتمع الكوردي السوري وشكلت هذه الانتفاضة صرخة شعب يئن تحت الاستبداد والقمع والإنكار ورغبة هذا الشعب بالتطلع إلى الحرية وعدم قبول الإجراءات الاستثنائية بحقه ودفاعاً عن مقوماته القومية والوطنية ولإثبات وجوده كشعب يعيش على أرضه التاريخية . فالثاني عشر من آذار هي الحادثة الأليمة في التاريخ الكوردي السوري . وهو يوم الإفرازات القومية والوطنية (سياسياً واجتماعياً وثقافياً) ، وهو يوم إعلان الشعب عن نضالاته الديمقراطية وحل كافة المعضلات السياسية والاجتماعية والثقافية في حياة الشعب الكوردي في سوريا . لكن منذ عدة عقود من الزمن تعرض الأكراد إلى حرب إبادة جماعية ومحاولة إمحاء من الوجود ونراه بكل وضوح في التعامل القمعي والاستبدادي للسلطة مع شعبنا في سوريا وتطبيق المشاريع العنصرية بحقه من أجل إمحاء الحقيقة الاجتماعية لهذا الشعب فنجد التعريب الذي طال حتى الحجر والشجر والاستيطان الذي أصبح قوة تضغط على الحقيقة الاجتماعية ومشروع الحزام العربي الذي يدل اسمه على العنصرية والحقد والاستهتار بالحقيقة التاريخية وتطبيقه بحق السكان الكورد مما أوصلنا إلى نتيجة التباين السكاني إلى لون آخر غير لونه الحقيقي فبعدما كانت نسبة العرب في المناطق الكوردية لا يتجاوز ( 3 % ) أصبحت الآن بحدود (30 %) تقريباً ، بالإضافة إلى إقصاء الكورد من كافة وظائف الدولة والتعليم وتجريدهم من الجنسية التي بسببها لا يستطيع المواطن الكوردي أن ينام في فندق في سوريا لأنه لا يملك الأوراق الثبوتية على أنه موجود وإنسان له حق العيش بالإضافة إلى عدم الاعتراف بلغته ليس هذا فحسب بل منعه من التكلم بها وحظر الثقافة الكوردية والتوجه إلى منع استعمال ألوان قوس قزح أو تداولها في المحلات التجارية والتي ترمز إلى ألوان علمه القومي بالإضافة إلى تحظير الأسماء الكوردية على المدن والقرى والمحلات التجارية والولادات الحديثة في السجل المدني والظروف الاقتصادية القاهرة والهجرة المليونية داخل الوطن وخارجه وإخلاء المدن والقرى الكوردية الناتجة عن المرسوم (49) الصادر في عام 2008 الذي انعكس سلباً على الحياة الاجتماعية . إذاً شعبنا الكوردي في سوريا سطر ملاحم بطولية في هذه الانتفاضة الباسلة والتي تعتبر الخطوة الأولى لكسر حاجز الخوف وإنكار الحقوق والخطوة الأولى نحو النضال الديمقراطي من أجل إثبات وجوده ومطالبته لحقوقه القومية والوطنية وكان ذلك السبيل الأمثل للنضال والخطوة الأولى على الطريق الصحيح فماذا تنتظر من يقاتلك بالسلاح سوى أن تقاومه بروح العزيمة والإصرار وفي الأخير نقول إن الشعب الكوردي لا يخاف من الموت والإرهاب والقمع والإنكار والاستبداد فينبغي على الأنظمة العودة إلى التفكير السليم والاعتراف بحقوق الشعب الكوردي لأن هذا الشعب دافع عن جميع الشعوب في المنطقة وحررهم من الظلم والاضطهاد ولا فائدة من الإنكار مهما طال الزمن /

أما كيف نستقبل هذا اليوم في هذه السنة نترك للقراء لإبداء رأيهم .آذار ذكرى حلبجة الكوردستانية المؤلمة في تاريخ الإنسانية حلبجة بالأمس غسلت سفوح زاغروس بجروحها الملتهبة وشب الهدوء ببسمة خانقة حملت في طياتها عذابات تنطق الماضي دماً أصفراً وخلدت للتاريخ شمعة أبدية لتضئ صفحات نضال شعب عشق الحرية وزغردت نعاساً صقل خطواتها ثنايا الوجدان وفاحت من حلوقها رائحة فاسدة تشبه رائحة النظام البعثي الفاسد المجرم بحق الإنسانية أو لربما كان أمساً ثقيلاً حمل في جعبة أيامه بقايا الأمل كبشارة تهدى لأواخر صفحات آذار المزدانة وطوى النحيب فضاءات واسعة من الحسـرة والتلاطف والجـبروت . بالأمس غسلت السماوات عناوين الجنون وحقنت الأوردة بمسكنات جارفة تعبرعن سكون الخجل . كان طيفاً أبدياً قسم أفراح الفصول وجمع أحزاناً متناثرة ليكمل لوحة فسيفساء ميلادها الفجر اللازوردي ورصد لفظها صبحة صوفي اختار النسك مهنة والخلود عنواناً للتضحيات وأخرى للفداء . ثمة دموع تحيرت وتاهت بين زنزانات الكهوف وإعصارات الألم وكتمت أنفاسها الأخيرة لكي لا تقطر دماً لأن الخدود لا تتحمل مشقة الأنهار الجارفة وترانيم الرقصات البهلوانية الجافة حيث الشعور . هنا صرخت ثاكلة تحمل في نقي عظامها ذاكرة الشعوب لتتبارى الصمـود ليلة غفرانها ولتنفث الخجل على شاطئ من الرمل الشائط والثمر وفي الطرف الآخر حيث بيادر الشوق تحتضن آذار على سفوح حلبجة الجريحة وفي إحدى شوارعها الخالية اختلطت الأحلام الوردية بأزيز وقرقعة الرصاص الصامت والحجر . انحنى الربيع أمام الهول بقدسية الكهنوت وحملت عطوراً وزنابق وبنفشات يائسة إذعاناً بقدوم أعياد الموت الصامت والشجر واختلطت حشرجات الدموع المنهمرة من عين طفل اختار الحياة طريقة والنبل شهامة والرعب سذاجة ورسم للتاريخ عنواناً واحد بالدم الأخضر والنور . تباً لك أيها الأرعن الواهم يا نواميس الليل القذر ويا صراصير الجحور المظلمة وجرذانها إليكم الفرمان رقم 1988 الشهر آذار اليوم 16 ولى الخوف والصبار ولى القهر والحرمان . يا أبناء . ويا زبانية العصر . ويا . ويا . حلبجة صامدة كصمود زاغروس شاهقة كطوروس مقدسة للهفة بيستون اتخذت من الروح عنواناً ومن الأهوال فرحاً وسروراً .ننحنى لك إكباراً وإجلالاً ألف تحية لروح الورود وشهداء آذار . وألف تحية لروح شهداء حلبجة الصامدة آذار نوروز الحرية وتاريخ الكورد وعام جديد نوروز الحرية . نوروز الحب . نوروز البهجة والفرح . نوروز جمال الطبيعة والروح الجديدة . نوروز الصراخ والنار . نوروز صوت ملايين المظلومين . نوروز شعلة كاوا ضد الظلم . نوروز التاريخ والسر واللغز الغريب وراية تخوف الجبناء . نوروز المفرحة والمبكية في آن واحد ، فبقدوم أعياد الربيع تشهد منطقتنا الخير والبركة مع هذا الفصل الجميل والذي يعتبر بالنسبة لكافة الشعوب انفتاحاً على عالم جديد وروح جديدة وخاصة بالنسبة إلى شعبنا الكوردي والذي يعتبر بداية السنة الجديدة وميلاد الحرية والازدهار له بالإضافة إلى بداية تبرعم الخير والبركة مع حلول 21 آذار ولكن بالنسبة إلى شعبنا الكوردي فإن المعاني قد تكون مختلفة بما فيها لدى الإيرانيين أو الأفغان أو بعض الشعوب الأخرى التي تحتفل بهذا العيد (عيد نوروز) لأننا نحن الكورد الذين صنعنا هذا اليوم وبشهادة التاريخ عليه بالرغم من ذلك قد غير البعض اسم هذا اليوم إلى (عيد الأم) واستطعنا من خلال هذا اليوم استعادة الحرية ليس لنا كشعب بل لجميع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط بما فيها الشعب الآشوري المضطهد من قبيل إمبراطوريته (الإمبراطورية الآشورية) . ويبدو أن هذه السنة ستكون مختلفة عن السنوات المنصرمة في الكثير من معانيها وظواهرها وستكون جديدة بكل معانيها وظروفها الحالية ، فالدولة التركية تقوم بالتضييق على اللغة والثقافة ووجود الكورد في كوردستان الشمالي وزج السياسيين الكورد في السجون وحظر حزب المجتمع الديمقراطي والمؤامرة ضد صوت الكورد فضائية (روج تيفي) وتخريبها مع البوليس البلجيكي وأما بالنسبة للسلطات السورية فتقوم بتحشيد فروعها الأمنية إلى المناطق الكوردية وفتح حملة مداهمات واعتقالات عشوائية وملاحقة السياسيين والمطالبة اليومية للمواطنين الكورد إلى الفروع الأمنية فلم تكتفي بحقدها الجائر ضد الكورد فعملت على تنفيذ سياساتها الممنهجة كإصدار المرسوم (49) والذي بسببه بدأت الهجرة المليونية وإخلاء المدن والقرى الكوردية . أما في العراق يحتفل شعبنا عامة بعيد نوروز في جو من الحرية والديمقراطية وأيضاً يتمتع شعبنا الكوردي في إيران بقسط من الحرية والاحتفال بعيد نوروز كعيد رسمي للدولة لكن النظام الملالي في إيران رفع وتيرة الظلم والاضطهاد ضد الكورد من حيث القتل والتشريد والإعدامات شبه اليومية وتبقى الفروقات بين ظروف هذه الدولة تحكم على احتفالاتنا المشتركة كشعب وقومية وتؤثر في شكل الاحتفال أو استقبال هذا العيد التحرري القومي وإن كانت معانيها أو مغزاها واحدة . لقد استطاع الكورد ومنذ فجر التاريخ أن يثبتوا لشعوب المنطقة نواياهم في الإنعتاق من الظلم والاستبداد مهما كلفها ذلك من ثمن واثبتوا أيضاً أنهم على استعداد للتضحية من أجل حرية وتحرر الآخرين وشكلوا تاريخاً في ذاكرة شعوب المنطقة لا يمكن أن تنسى ولا تمحى منذ الفيدرالية الميدية وصولاً إلى عهد القائد الإسلامي الكوردي صلاح الدين الأيوبي الذي يعتبره الكثيرون أنه أسطورة ولكننا نحن الكورد نعرف أنه يمثل حقيقتنا الاجتماعية الكوردية وليست أسطورة لأن الكورد مضحيين من أجل الشعوب الأخرى أكثر مما هم مضحين من أجل أنفسهم وقناعتهم هي أن حريتهم تنبع من حرية الآخرين وأن حرية شعوب المنطقة هي حرية الشعب الكوردستاني ومن أجل هذه القناعة دفع الكورد تضحيات لا تعد ولا تحصى ولا يخلو تاريخ أي شعب من شعوب المنطقة من مآثر قدمها الكورد من أجل حريتهم هذا لا يعني أن الكورد أفضل شعب في المنطقة أو شعب الله المختار أو افتخار لأنفسنا إنما هي استذكار ونداء إلى الضمائر الحية في جيراننا في المنطقة ومن الضروري على شعوب المنطقة أن يعرفوا أن إنكار حقوق الكورد هي إنكار لحقوقهم في الحرية والتحرر الاجتماعي والسياسي والثقافي وأن الأنظمة الحاكمة تضطهد شعوبها من خلال المفهوم السائد في أعماق شعوبهم والتي تتمثل في العنصرية وعدم احترام الرأي الآخر وإنكار الأطياف الأخرى أو الاستعلاء بذاتها وتستطيع هذه الأنظمة وبكل بساطة أن تعبأ الرأي المحلي أو استغلاله من أجل ضرب طائفة ما أو حتى إبادتها أو إظهار هذه الطائفة أو تلك على أنها جرثومة في جسم الدولة ويجب أن يظهروا الجماهير النخوة والهجوم على تلك الطائفة ، انها سياسة الأنظمة الشمولية وطبيعتها . ولكنها إن لم تجد الأرضية الملائمة فكيف بها أن تتطور انها مرتبطة بالوعي المجتمعي لدى هذه الشعوب التي تظن بأنها تستطيع لوحدها بناء صرحاً تاريخياً مستغنياً عن نضالات الشعوب مجتمعة ، وبالطبع ترى في تاريخها الذي شوهته هذه الأنظمة بأنه اعظم تاريخ وهو تاريخ صافي قومياً وعرقياً وتنكر الظروف والعوامل المساعدة والاجندة الاجتماعية التي شاركت بهذا التاريخ ، وهذا دليل على تطورها الناقص في هذا المجال وعدم معرفتها للتاريخ الحقيقي للمنطقة ، لأن تاريخ المنطقة ومنذ بداية التاريخ هي عبارة عن نتاج أبناء المنطقة نفسها كورداً وعرباً وأرمن وفرساً ومؤخراً جداً الأتراك ويا ليتهم لم ينضموا إلى هذا التاريخ لأن الانحراف والاستغلال والإنكار بدأ بقدوم الأتراك إلى هذه المنطقة في بداية الألفية الثانية للميلاد . ولكن آن الأوان للحركة من جديد لبناء المنطقة على أساس الأخوة والمساواة في الحقوق والواجبات أو أن الوقت مبكر للاعتراف بأن منطقتنا منطقة غنية بشعوبها وثقافاتها المتعددة كما في غناها ببترولها ، ألم يأتي الوقت الذي تقدم فيه أية سلطة كانت على أخذ شرعيتها من مواطنيها على أساس ديمقراطي وعبر انتخابات حرة ونزيهة ، أم أن الوقت أسيرنا ولا يتحرك إلا وفقاً لأهوائنا ونزواتنا في السيطرة على مقدرات الشعوب والاستمرار في القمع والاستبداد ، وإنكار الآخر ، أم أن الأهداف المبتغات من قبل السلطات الحاكمة هي إجهاض التطور الاجتماعي وتحريف حقيقة الشرق الأوسط المسالمة والتي كانت منبع الديانات السماوية وبما حملها من المساواة والأخوة والمحبة للإنسانية والخالق الواحد عز وجل ، أنهم يريدون إلى الأبد هذا عرش الخالق وإظهار حقيقة سلطتهم على انها قدر محتوم لا يمكن لأحد أن يغيرها ، وإن حاول أحد مجرد تفكير سيتحول إلى جحيم لا يرحم من الإرهاب والقتل والذبح وانتهاك الأعراض ، أم أنهم في حقيقة الأمر لا يريدون لشعوب المنطقة الحياة الكريمة. ولكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الشعب الكوردي يشكل قوة أساسية في المنطقة من حيث عدد السكان والجغرافيا التي تتمركز فيها ، ومن حيث القوة السياسية والثقل الاجتماعي والثقافي في تشكيلة المنطقة ، بالإضافة إلى التاريخ الغني الذي سطر بدماء الكورد من أجل تطوير المنطقة ، وان كان الوجه الحقيقي لهذا الشعب هو الإنسانية والإخاء والمساواة وتعاملها مع الشعوب والأنظمة كانت بالطرق السلمية في مطالبتها بحقوقها المشروعة ، ولا تتنازل عن حقوقها مهما طال الزمن أو قصر ، مهما اشتدت عليهم الصعاب أو الأعمال القمعية والتعسفية ، وهي باقية ومصرة على نيل حقوقها الإنسانية ، لا بل الدعوة إلى تحرير الشعوب الأخرى أيضاً ، ولكنها تفضل أن يكون الإخاء والمحبة والسلام هي الأساس في هذه القضية ، وهذه ليست من جانب الضعف بل في حقيقتها الإنسانية والاجتماعية ، وإن كانت تعتبر نقطة ضعف من الناحية السياسية ، لأن أعداء الأمم استطاعوا استغلال هذه النقطة في ضرب الكوردي وإنكار حقوقه . وما ضر العربي المثقف والغير مثقف أن يبارك عيد أخيه الكوردي ويشاركه أفراحه ، وما ضر التركي أو الإيراني أو الآشوري والأرمني في ذلك ، ولكنه يتضرر عندما يستمع إلى صرخات حكامه في تلفيق شتى التهم على الكوردي ، ألم نشارك في أفراحكم وأحزانكم ، ألم نشارك في حرب التحرير التركية وألم نكن في المقدمة في تحرير العرب وفتح بيت المقدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي الكوردي ، وفي انتفاضات السوريين من أجل الاستقلال بقيادة يوسف العظمة وإبراهيم هنانو وغيرهم الكثيرون من الأكراد ، ألم نكن القوة الرئيسية في تشكيل العراق في العشرينات والآن أيضاً ، ألم نقاتل في الجولان وفلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي من أجل الأخوة الكوردية العربية ، وهذه الأنظمة تعتبر أن الكوردي مرتبطاً بإسرائيل أو الخارج لأنه يطلب حقوقه ، وأعلام إسرائيل ترفرف فوق كل عواصمكم وأرضكم الطاهرة ، وتتسابق رؤساء الأنظمة لهؤلاء العواصم لأخذ شهادة حسن السلوك من إسرائيل . لا بديل لنا جميعاً في العيش المشترك في هذه المنطقة وعلى هذه الأرض المعطاء والتي جبلت أجدادنا بدمائهم مجتمعين ، ولا بديل لنا عن الأخوة والمحبة والسلام ، وعلى شعوبنا أن تتعلم من الدروس والعبر الماضية وأن الشعوب والأمم هي الباقية وهي التي يجب أن تقرر صيغة العلاقة فيما بينها ، لأن التداخل والاختلاط بين هذه الشعوب وصلت إلى درجة لا يمكن الفصل بينها ، وأنك ترى في المحلة الواحد أن يكون جارك أول عربياً والآخر كوردياً والآخر آشورياً ، أو أنك تجد في البيت الواحد أب كوردي وأم عربية أو العكس وهكذا تركية وفارسية وآشورية أو أرمنية ، وهذه هي الحقيقة الواضحة والصريحة للمنطقة وعنوانها ، وأعتقد أن الوقت قد حان لتقول هذه المجتمعات كلمتها وأن تثبت حقيقتها الاجتماعية ، وأن تصرح بأنها تعاني من الظلم والاضطهاد من قبل الأنظمة ، كما تحتل وتقمع إحدى أقدم شعوب المنطقة ، ولا تعترف بحقوقهم القومية ، وأن هذا الشريك في المنطقة له الحق في الاعتراف الدستوري بحقوقه المشروعة ونيل حريته الاجتماعية والثقافية وحرية التنظيم السياسي ، وإدارة مناطقه بقوته وكفاءاته الذاتية ، وتثبيت حقوقه وواجباته دستورياً ، وأن تقول كفى للفرقة والتشتيت والعنصرية ، نعم للأخوة والمحبة والسلام . ألف تحية لروح شهداء نوروز . وكل عام وشعبنا الكوردي بألف الخير

آذار ذكرى الشهيد المخلص مع شعبه وقضيته الشهيد قاضي محمد /

كانت لحظات حرجة ومميتـة تحمل فـي طياتها عناوين كثيرة ومتشبعة امتزج فيها الدم بالبارود وتعالى الكبرياء برهة ليلف جسده الطاهر ويستقر في خلجـات الـروح سكوناً بلا نهاية . حان الوقت ليبذل ما بوسعه لبني قومه ها قد أمطرت السماء إعصاراً أرجوانياً بل بركاناً حامياً تتطاير منه الشرر يميناً وشمالاً حتى غدا لا يهاب الهول بذل النفيس رخيصاً من أجل إعلاء كلمة لا تعلوا عليها قيراطاً وليعبر عن أمة خلدت التاريخ خلود الشمس ديمومة وسلطاناً إن ما قدمه من أجل شعبه وما كان قادراً على فعله قد فعله ولم يتأخر يوماً ولا لحظة لأنه أفدى بروحه ثمناً وبما له عوناً ليسجل للتاريخ عبرة ونبراساً وملحمة يحملها جيل بعد جيل وتردده الألسنة بحماسة وتبجيل قل نظيرها . ها هو واقف تحت حبل المشنقة يتحدى المستحيل كالنسر يتجاوز المقدس والذات بلا كلل وملل يحمل شموخ زاكروس هيئة وعنفواناً إنه قاضي القضاة وحامل لواء الأمة من مشرقها إلى مغربها لقد غدوت أنشودة الأمل على كل فم وضمير وكم أنت عظيم يا شيخ شهداء كوردستان كل كوردستان وإلى الأبد . إذاً آذار شهر الفرح والحزن بالنسبة للشعب الكوردي ويختلف بمعانيه عن الشعوب الأخرى . آذار شهر الحرية وصراخ الكورد آذار شهر الصمود في وجه الظلم والاستبداد آذار نداء الإنسانية والمظلومين كل عام وشعبنا الكوردي بألف خير الخزي والعار لأعداء الحرية والديمقراطية والإنسانية .

» أنظروا ماذا فعل الايدز
» هل تعلم ماذا يوجد داخل الكعبة
» ياترى ماذا افعل ؟؟؟؟ اريد رأيكم ؟؟؟؟