طعنة التّكبر

طعنة التّكبر

تناثر عقد الحبّ يمطر لــؤلــــؤا
بيــن يــدي سفّــاحه يتألّـــم
هذا شعاع البدر كـان مخاطبـــــا
قلبا بهجـــــره أمســـى أدهـم
ما النّبل و الأخلاق إلا لمــــــــن
صان الوفاء و لم يكـــن يزعــــم
جعلتك نبع الأمانــة بينمــــــــا
جعلتني القــرد يغــرقه غيـلـم
كأنّ بن المقفّـــع يروي حكـايتـي فر
ـقّ لها الوحش و لان الصّخــر بالأكـم
و فاضت دموع البحــر فاتّخـــــذت
دربا على وجـهـي كأنّه روشــــــم
فواســاني الحديــد يلــوم بــن آدم
متّخـذا قطره لجـراحـي مــرهـــم
ظننتك بدرا من بدور الصّحابة تنســـل
وإذ بلسانـــك تحت وفائي يتلعثـــم
مـــا غرّني بك غير الدّيـن و القيـم
و ما زادني ثقة إلا ذلـك القســـــم
رأيتـك ملكـا و قلـــبي قصـــره
فما هكذا بســـنّمار يفعــل المسلـم
تسكّعت داخل قلبي كأنّـــــــمــا
تـدوس على قبر فهل تراك ستنعــــم
نبشت جراح حـــزني و ليـــتـــك
تعرف معنى الأمانة يومــا فتنـــــدم
و عدتـني بالعـلاج و لم أجـــــــد
منـك ســوى ما هو لدائي أســقـم
لطـعت بياض قلبــي فبـان رمــاده
و لعطـي لمكــرك اليــوم ينــظــم
قـذفت رمـاحـا علـى شرفـي المتلثّــم
و كـم كنت مرارا لغيظــي أكــظـــم
جعلتني علــكا فكـنت تلوكنــــــي
و للتّخلص منّي تخــطّــط و ترســم
حتّـى إذا حضـر الطّعـام بصــقتنــي
و رحت لمن هـي أشهـى مني تلتهــم
جواهـر قومك بالــزّواج تكــــــرّم
و غيرها للبغاء تليــــق و ترجـــم
ما كلّ ما يخفـــي السّـواد مصـونـة
و لا كلّ ما يظهر باللّيــــل مظلـــم
ما كـلّ الحـرام على الرّجــال محلّــل
و لا كلّ حلال على النّساء محـــــرّم
خذلتني يا ابن العـمّ لأنّــــــــك
ترى قومي عبيدا و قومك أعظـــــم
فصـرت تخالنـي كالجـــواري أسلّـم
قلبي و حبّي لكلّ بعيــــر أكعــــم
و أنت الأميـر و لا يليق بـــــــك
سوى ورد و عنّاب و ريحــان و ***ـم
تراءى لــك ذو الجنّتيــن بكهفـنــا
ثمّ هــوى كالثـور و هـو يغمـغــم
تلاه فرعــون و هامــان و غيرهمـو
و فاز سليمان إذ كان بالنّملة أرحــــم
ما أخطــر الثّعبان على الأعمــى لأنّــه
يراه بالّلمـس أملــــس ناعــــم
حتّى إذا راح يقذفه بسمومــــــــه
حار العليل و لم ينفـــــع البلســـم
تلاعـب كما شئت فإنـّنـــــــــي
صنتــك دون سـواك و الّـلـه يعلـــم
تمتّـع من ورائي بمن كنت دومــا لــها
و لا تنس أنّك اليـوم لحبّــي تظلــــم
و لست أعــاتب قلبك يا غريـب لأنّنــي
رضعت الظّلــم قبلك من ذوي الرّحـــم
مسـط فراقك كلّ ماضي تعاســـــتي
و لم أكن يوما بالسّـعـادة أحـــلــم
صبرت على الأمـــرّين و أنت أمرّهـم
حتّـى غدا الصّبـر من شجاعتي يســأم
عاتبتني قبل أيّـام علــى تأخّــــري
فما بالك اليـوم بلقائـي تتجهّــــم؟؟؟
خميس الحــرّ كان يـشـهــد أنّــك
أصبحـت يومـها بلقـائـي تتشــاءم
لن تفلح يا غدير فبحري أوســـــع
و ما رياحك من تجعل سفنه تتحطّـــم
أنا درع العـفـاف المصـون الأمطــل
أنا الحديد و لست بالغــدر أهـــزم</
أنا من حفّ بي ذو القـرنيـن حصـنه
فاحـذر دخـول كهفـي حيث المـنجـم
أنا ابنة الأمجاد نوفمبر يشهــــــد
فهلا سألت الصّومام و بيت الأرقـــم
أنا بـذرة العـرب و الإسـلام كرّمنـي
سقاني الشّهيد فارتوت جذوري بالـدّم
أنا السّخــاء تشرّف الجود بصحبتـي
ونافسه النّبل و الآداب و الكــــرم
فاتّخذ البخـل بيت الأغنياء كملجــإ
يأوي إليه حتّى تبرّأ منهم حاتـــم
أنا الشّموخ إلى الجزائر أنتمــــي
فمتى رأينا أبا الطّيب لكافور يستسلم؟
وهذا سيف الدّولة عاد يهيننــــي
و يوهمني بالوفاء لعـلّي أغــــرم
ما كلّ السّعادة تشرى و تشتـــرى
و ما كلّ فتاة يغريـها الـدّرهــــم
ترصّـع تـاج الشّرف يعلـو كرامتـي
حتّى جعلت لسان شعـرك أبكـــــم
تلته الفصاحة و البلاغـــة تتبخـتر
فجفّ يراعـك كالحـصان الملجّــم
غزوتـك بالــذّكـاء فــأمـطــرت
ينابيع ذهــني جـــيشـا عـرمـرم
سأجنـي ثمار الطّهـــارة حينمــا
ألقــاك حـيث لا حـقّ يهـضــم
يواسينـي من سبع سمـاوات و يغفـر
ذنوبــي مولى عزيـــز يرحـــم
كلّ ضعيف يناجيــــه و يســـأل
فترفع دون حجاب و هـو ينتقــــم
وما كنت أهجـوك بل للتّكبـر أعصــر
شهد أقلامي و أحلاه بطعـم العلقـــم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هع هع شنو رايكم؟